مقالات

كتب جوني منير ÙÙŠ الجمهورية تطورات عرسال الأمنية والرسائل الرئاسية المخÙيّة
لم تكن Ø§Ù„Ø®Ù„Ø§ÙØ§Øª الكبيرة والعميقة ØÙˆÙ„ Ø§Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª السورية Ù„ØªÙØ·ÙŠØ مؤتمر «Ø¬Ù†ÙŠÙ 3». ÙØ§Ù„قرار الدولي اتّخذ وبالتالي لا مجال لإجهاضه أو إسقاطه. لكنّ الانطلاق ÙÙŠ هذا المسار ÙˆÙÙ‚ العناوين الموضوعة والتي تلائم الصورة الجديدة لموازين القوى ÙÙŠ المنطقة يبقى صعباً جداً، وهو بدا على مواق٠القوى المنضوية ÙÙŠ إطار المعارضة السورية.
ÙÙŠ الØÙ‚يقة شكّل مؤتمر «Ø¬Ù†ÙŠÙ 3» Ù…ØØ·Ù‘Ø© الانطلاق الأولى لمسار ØªÙØ§ÙˆØ¶ÙŠ Ø³ÙŠÙƒÙˆÙ† صعباً وطويلاً وسيختزن Ù…ÙØ§Ø¬Ø¢Øª كثيرة صادمة. لكنّ هذه الانطلاقة الأولى التي بالكاد ØØµÙ„ت، أو أنها كانت شكلية أكثر منها ÙØ¹Ù„ية، رÙÙØ¹Øª Ùيها شروط عدة كان أبرزها تØÙ‚يق وق٠لإطلاق النار مدخلاً الزامياً الى قاعة Ø§Ù„ØªÙØ§ÙˆØ¶.
لكنّ هذا الشرط لا يبدو قابلاً للتØÙ‚ّق، أقلّه خلال الاشهر القليلة المقبلة. ذلك أنّ أمام النظام السوري ÙˆØ§Ù„ÙØ±ÙŠÙ‚ Ø§Ù„Ù…ØªØØ§Ù„٠معه Ø£Ù‡Ø¯Ø§ÙØ§Ù‹ لا بدّ من تØÙ‚يقها Ù„ÙØ±Ø¶ مسار آمن Ù„Ù„Ù…ÙØ§ÙˆØ¶Ø§Øª الجدّية.
لكن، ÙˆÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ لا تبدو المهلة الزمنية لاستمرار العمليات العسكرية Ù…ÙØªÙˆØØ© مثلما يتوهّم البعض. طبعاً هذا شيء واستمرار الاضطرابات شيء آخر.
ÙØ§Ù„هجوم العسكري الذي يستمرّ Ùيه الجيش النظامي السوري ÙˆØÙ„ÙØ§Ø¤Ù‡ مدعوماً من القوات الجوّية الروسية والتقنيات العالية، يكاد يقترب من السيطرة على Ù…ØØ§Ùظة اللاذقية بكاملها وهو يتّجه الى ÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡ على المناطق Ø§Ù„Ù…ØØ§Ø°ÙŠØ© Ù„Ù„ØØ¯ÙˆØ¯ مع تركيا، وهو ما يزعج ØÙƒÙˆÙ…Ø© أنقرة كثيراً.
لكنّ المØÙƒ الأساس يبقى ÙÙŠ ØÙ„ب. صØÙŠØÙŒ أنّ الجيش السوري ØÙ‚ّق كثيراَ من التقدم ÙÙŠ ري٠ØÙ„ب من جهاته الأربع، لكنّ هدÙÙ‡ يبقى المدينة والتي ÙŠÙØ¯Ø±Ùƒ هو وخصومه أنها تشكل ثقلاً كبيراً ÙŠÙØ±Ø¶ Ù†ÙØ³Ù‡ على صورة الØÙ„ول المنتظرة.
وهو ÙÙŠ الوقت Ù†ÙØ³Ù‡ يكون قد أسَّس لتكريس «Ø³ÙˆØ±ÙŠØ§ المÙيدة» أو المنطقة القوية والغنية داخل Ø§Ù„Ø§ØªØØ§Ø¯ الÙيدرالي السوري لاØÙ‚اً. لكنّ الأهم أنّ موسكو لا ترغب بالانزلاق ÙÙŠ ØØ±Ø¨ Ù…ÙØªÙˆØØ© من دون Ø£ÙÙ‚ زمني. Ùهي تخشى الوØÙˆÙ„ ولا تريد الغرق Ùيها، ما يعني أنّه بعد ØÙ„ب تثبيت للمواقع والخريطة الجديدة والاستثمار ÙÙŠ السياسة.
وجاءت الاشارة المعبّرة ÙÙŠ هذا الاتجاه من الصين هذه المرة. ÙØ§Ù„رئيس الصيني الذي ØØ±Øµ على توقيت زياراته الى عواصم المنطقة الآن أعطى الإذن لشركتين صينيّتين بتوقيع عقد مع الØÙƒÙˆÙ…Ø© السورية Ø¨Ù‡Ø¯Ù Ø±ÙØ¹ الركام والأبنية المنهارة ÙÙŠ المناطق التي باتت ØªØØª سلطة النظام، والعمل على Ø³ØØ¨ Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ من الباطون وإعادة ترتيب هذه المناطق.
والمعنى السياسي لهذه الإشارة كبير، ÙØ§Ù„صين التي تشكل ÙØ¹Ù„ياً القوة الدولية الصاعدة بهدوء وتروÙÙ‘ باتت متأكدة من خلال موقعها الدولي الكبير أنّ Ø§Ù„ØØ±Ø¨ تجاوزت مرØÙ„Ø© الغموض ÙˆØ£ØµØ¨ØØª ÙˆØ§Ø¶ØØ© لناØÙŠØ© التقاسم الجغراÙÙŠØŒ وبالتالي ثبات «Ø³ÙˆØ±ÙŠØ§ المÙيدة» ØªØØª سلطة النظام ما ÙŠØ³Ù…Ø Ø¨Ø§Ù„Ø¨ØØ« ÙÙŠ البدء منذ الآن مرØÙ„Ø© إعادة الإعمار والتي باكورتها إزالة الانقاض وإعادة تصنيع Ø§Ù„ØØ¯ÙŠØ¯ وتنظي٠المناطق. لكن لا يجب Ø§Ù„ØªÙØ§Ø¤Ù„ كثيراً قبل جلاء الصورة ÙÙŠ ØÙ„ب وهو الهد٠العسكري الأخير للنظام.
لبنان بدوره يتأثر بهذا التناقض ÙÙŠ المشهد السوري. Ùمن جهة يبدو Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ تصميم «Ø¯Ø§Ø¹Ø´» إلى انتزاع مناطق «Ø¬Ø¨Ù‡Ø© النصرة» والإمساك بكلّ معابر التواصل مع بلدة عرسال نذير شؤم ومبعث قلق.
وعدا عن ØªÙØ³ÙŠØ±Ø§Øª البعض بأنّ هذا التنظيم يريد أن يضمن خطوط التموين لعناصره ÙÙŠ جرود عرسال والقلمون من خلال التواصل مع بلدة عرسال، إلّا أنّ البعض الآخر يدرك أنّ لـ«Ø¯Ø§Ø¹Ø´» Ø£Ù‡Ø¯Ø§ÙØ§Ù‹ إرهابية ÙÙŠ الداخل اللبناني أكثر من «Ø§Ù„نصرة». Ùهل هذا يعني أيضاً Ø§Ù„Ø¥ÙØ§Ø¯Ø© من Ù…Ù†Ø§ÙØ° عرسال الى الداخل اللبناني ÙˆØ§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ وتسريب Ø§Ù†ØªØØ§Ø±ÙŠÙŠÙ† تمهيداً لموجة إرهاب جديدة توازياً مع معركة ØÙ„ب المنتظرة.
لكن مقابل هذا القلق الأمني، ظهر بصيص نور ÙÙŠ المواق٠المتعلقة بالأزمة السياسية الداخلية والتي يبقى الاستØÙ‚اق الرئاسي نقطة ارتكازها.
صØÙŠØÙŒ أنّ المشهد معقّد لا بل ازداد تعقيداً بعد لقاء معراب، لكنّ الجديد جاء على لسان الأمين العام Ù„ØØ²Ø¨ الله السيد ØØ³Ù† نصرالله. ولا ØØ§Ø¬Ø© للقول إنّ الدوائر الديبلوماسية المهتمة بالمل٠الرئاسي ولا سيما منها الأميركية ÙˆØ§Ù„ÙØ±Ù†Ø³ÙŠØ© ØªØØ¯ÙŠØ¯Ø§Ù‹ تابعت كلمته وأخضعتها لقراءة معمقة وتمØÙŠØµ واÙ.
ويعتقد هؤلاء أنّ السيد نصرالله اختار توقيت كلمته بعد ساعات على انتهاء زيارة الرئيس الايراني ØØ³Ù† Ø±ÙˆØØ§Ù†ÙŠ Ù„Ø¨Ø§Ø±ÙŠØ³ØŒ Ùهو كان يريد Ø§Ù„ÙˆÙ‚ÙˆÙ ÙØ¹Ù„ياً على المناخ الدولي وهو قال ذلك ولو بطريقة ذكية ØÙŠÙ† ØªØØ¯Ø« عن اتصالات٠أجراها هو Ù„Ù…Ø¹Ø±ÙØ© ماذا تضمّنت Ù…ØØ§Ø¯Ø«Ø§Øª باريس، وذلك ÙÙŠ إطار تأكيده عدم علاقة إيران، لكنّه جدّد إرسال إشارته الأساس: «Ù„دينا مطالب ÙØªØ¹Ø§Ù„وا ÙˆØªØØ¯Ù‘ثوا معنا، ÙØ§Ù„تواÙÙ‚ مع إيران لا يلغي مطالبنا». وربما قد يكون أراد القول أيضاً «Ø¥Ù†Ù‘ المناخ الإيجابي مع إيران ÙŠÙØªØ الأبواب لكنّ الدخول الى القاعة ÙŠØØªØ§Ø¬ الى الكلام معنا أيضاً».
ÙˆÙÙŠ سياق ØØ¯ÙŠØ«Ù‡ØŒ أرسل نصرالله الإشارة الأهم إلى العواصم الغربية: التزام سق٠«Ø§ØªÙاق الطائٻ وتجاوز Ùكرة المؤتمر التأسيسي. واضØÙŒ أنّ العواصم الغربية ØªØØ±Ù‘كت بقوة منذ إطلاق Ùكرة عقد المؤتمر التأسيسي وأبلغت ÙÙŠ السرّ، كما ÙÙŠ العلن، معارضتها لضرب «Ø§ØªÙاق الطائٻ بأيّ شكل من الأشكال.
أما الإشارة الإيجابية الثانية، Ùهي ÙÙŠ دعوته تيار «Ø§Ù„مستقبل» إلى المواÙقة على ØªØ±Ø´ÙŠØ Ø§Ù„Ø¹Ù…Ø§Ø¯ ميشال عون، أيْ ضمناً الإقرار بمبدأ مواÙقة طرÙÙŽÙŠ النزاع ÙÙŠ لبنان على الرئيس المقبل. أيْ أن يأتي الرئيس بطريقة تواÙقية وليس من خلال ÙØ±Ø¶Ù‡ كما ØØµÙ„ مثلاً يوم جيء بالرئيس نجيب ميقاتي الى رئاسة الØÙƒÙˆÙ…Ø© بديلاً عن الرئيس سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ.
وبعيداً عما قيل وكتب ØÙˆÙ„ رسائله الى عون ÙˆÙØ±Ù†Ø¬ÙŠØ© لجهة تمسّكه بالأوّل Ù„ØÙŠÙ† اعتذاره هو عن Ø§Ù„ØªØ±Ø´Ø (إذا كان ذلك وارداً) ولكن من دون الضغط على الØÙ„ÙØ§Ø¡ØŒ وإغداق الثناء على الثاني ووصÙÙ‡ بـ»Ù†ÙˆØ± العين» ÙˆØ§Ù„ØØ¯ÙŠØ« عن وجود ترشيØÙŠÙ† جديّين أيْ الاعترا٠بالخطة «Ø¨Ø§Ø¡». ÙØ£Ù†Ù‘ السيد نصرالله قدّم لعون تسهيلات٠كبيرة تجري قراءتها بدقة ÙÙŠ Ø§Ù„Ù…ØØ§ÙÙ„ الدَولية.
ÙØ§Ù„اعتراض الدَولي Ù€ الاقليمي على عون هو بسبب الخشية من Ø§Ù„Ø§Ù†Ø¯ÙØ§Ø¹ الى ضرب «Ø§ØªÙاق الطائٻ كما ردَّد عون أكثر من مرة، Ùهل إنّ الالتزام العلني للسيد نصرالله بالطائ٠يزيل عائقاً كبيراً من أمامه؟
وقد يكون عون ÙÙŠ ØØ§Ø¬Ø© الى مواÙقة تيار «Ø§Ù„مستقبل» والسعودية، وهو ما التزمه نصرالله أيضاً. ولكنّ المشكلة هنا أنّ النظرة السياسية تتداخل أيضاً مع العلاقة الشخصية والتي هي ÙÙŠ أسوأ درجاتها بين الطرÙين.
لذلك ØØ§ÙˆÙ„ عون إعادة Ø¥ØÙŠØ§Ø¡ علاقته مع الرئيس سعد Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠØŒ اتصل به ÙˆØ·Ø±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ لقاء مع الوزير جبران باسيل الذي ÙŠØÙ…Ù„ له كلاماً، وواÙÙ‚ Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ. وبعدما وضع باسيل قيادة «ØØ²Ø¨ الله» بÙكرة اللقاء اتصل من أبو ظبي Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø§Ù„Ø°ÙŠ ÙØ¶Ù„ اللقاء بعد يومين ÙÙŠ باريس وليس ÙÙŠ السعودية. ولكنّ Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ Ø¹Ø§Ø¯ واعتذر عن اللقاء لأسباب قاهرة واستبدل ذلك بلقاء بين باسيل ونادر Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ ÙÙŠ بيروت جاء سلبياً.
وما من شك ÙÙŠ أنّ عون سيتابع Ù…ØØ§ÙˆÙ„اته مع تيار «Ø§Ù„مستقبل» ÙÙŠ وقت٠يراهن البعض على ليونة قد تصيب هذا الموق٠ÙÙŠ نهاية المطا٠كما ØØµÙ„ ÙÙŠ Ù…ØØ·Ø§Øª عدة سابقة.
لكنّ خطاب نصرالله تضمّن أيضاً انتقادات٠مبطّنة للØÙ„ÙŠÙين لم يتنبه اليها المراقبون، إذ ØªØØ¯Ø« عن كلام وتسريبات راÙقت لقاء ÙØ±Ù†Ø¬ÙŠØ© Ø¨Ø§Ù„ØØ±ÙŠØ±ÙŠ ÙÙŠ باريس وبنود ØªÙØ§Ù‡Ù… أخرى بين العماد عون والدكتور سمير جعجع لم ÙŠÙØ¹Ù„ÙŽÙ† عنها. لكنه استدرك قائلاً إنه يثق بما يقوله له ØÙ„ÙØ§Ø¤Ù‡ وما أطلعوه عليه. ÙˆØ§Ù„ÙˆØ§Ø¶Ø Ø£Ù†Ù‘ الأمين العام لـ«ØØ²Ø¨ الله» الذي لا يطلق كلاماً ÙÙŠ الهواء كان يغمز ÙÙŠ اتجاه ما.
وقيل إنّ جعجع اشترط على عون قبل ترشيØÙ‡ سلّة ØªÙØ§Ù‡Ù…ات منها ما يتعلق بطريقة توزيع الØÙ‚ائب الوزارية للمسيØÙŠÙŠÙ† ÙÙŠ الØÙƒÙˆÙ…Ø© المقبلة، بØÙŠØ« تكون Ù…Ù†Ø§ØµÙØ© بين «Ø§Ù„تيار» Ùˆ«Ø§Ù„قوات». ومعه ÙØ¥Ù†Ù‘ أيّ تقدم ÙÙŠ اتجاه الرئاسة لا بدّ أن ÙŠØÙ…Ù„ ØªÙØ§Ù‡Ù…ات Ù…Ø®ØªÙ„ÙØ© لناØÙŠØ© إشراك القوى المسيØÙŠØ© الأخرى ولناØÙŠØ© التوازنات داخل الØÙƒÙˆÙ…Ø©.
هذا Ø¥Ø¶Ø§ÙØ© الى «ØºÙ…زة» السيد ÙÙŠ اتجاه جزء من قاعدة «Ø§Ù„تيار» والذي انجر٠ÙÙŠ إشاعات ØÙˆÙ„ موق٠«ØØ²Ø¨ الله» على رغم وجود ØªÙØ§Ù‡Ù… وتعاون ونضال مشترك عمره أكثر من عشر سنوات، طبعاً من دون أن يكون للمسؤولين علاقة بذلك كما قال نصرالله.
ÙÙŠ اختصار، الإستØÙ‚اق الرئاسي مؤجّل ولكن ليس Ù„ÙØªØ±Ø© بعيدة.